• السكك الحديدية الصينية تتبنى النقل ببطاريات الليثيوم أيون: عصر جديد من حلول الطاقة الخضراء
  • السكك الحديدية الصينية تتبنى النقل ببطاريات الليثيوم أيون: عصر جديد من حلول الطاقة الخضراء

السكك الحديدية الصينية تتبنى النقل ببطاريات الليثيوم أيون: عصر جديد من حلول الطاقة الخضراء

في 19 نوفمبر 2023، أطلقت السكك الحديدية الوطنية التشغيل التجريبي لبطاريات الليثيوم أيون التي تعمل بالطاقة الخاصة بالسيارات في "مقاطعتين ومدينة واحدة" وهي سيتشوان وقويتشو وتشونغتشينغ، وهو ما يعد علامة فارقة مهمة في مجال النقل في بلدي. تمثل هذه الخطوة الرائدة، التي شاركت فيها شركات رائدة مثل CATL وBYD Fudi Battery، لحظة حاسمة في تطوير النقل بالسكك الحديدية في بلدي. في السابق، لم يتم بعد بناء النقل بالسكك الحديدية لبطاريات الليثيوم أيون التي تعمل بالطاقة الخاصة بالسيارات. تعتبر هذه العملية التجريبية بمثابة "اختراق صفري" وتفتح رسميًا نموذجًا جديدًا للنقل بالسكك الحديدية.

السكك الحديدية الصينية تتبنى النقل ببطاريات الليثيوم أيون

لا يعد إدخال النقل بالسكك الحديدية لبطاريات الليثيوم أيون للسيارات تقدمًا لوجستيًا فحسب، بل يعد أيضًا خطوة استراتيجية لتحسين كفاءة وفعالية نقل البطاريات من حيث التكلفة. وفي سياق المنافسة الدولية، تعد القدرة على نقل هذه البطاريات بالسكك الحديدية أمرًا بالغ الأهمية لأنها تكمل وسائل النقل الحالية مثل السكك الحديدية والبحري والسكك الحديدية. ومن المتوقع أن يؤدي نهج النقل المتعدد الوسائط هذا إلى تعزيز القدرة التنافسية التصديرية لبطاريات الليثيوم أيون بشكل كبير، والتي يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها حجر الزاوية في "الثلاثة الجديدة" - السيارات الكهربائية، وتخزين الطاقة المتجددة، وتكنولوجيا البطاريات المتقدمة.
تستخدم بطاريات الليثيوم معدن الليثيوم أو سبائك الليثيوم كمواد إلكترودية ومحاليل إلكتروليتية غير مائية كإلكتروليتات، وأصبحت الحل المفضل لتخزين الطاقة في جميع أنحاء العالم. يمكن إرجاع تطورها إلى أوائل القرن العشرين، وقد حققت تقدمًا كبيرًا بعد الظهور الأول لبطاريات الليثيوم أيون في السبعينيات. اليوم، تنقسم بطاريات الليثيوم بشكل أساسي إلى فئتين: بطاريات الليثيوم المعدنية وبطاريات الليثيوم أيون. لا تحتوي هذه الأخيرة على الليثيوم المعدني وهي قابلة لإعادة الشحن، وتحظى بشعبية كبيرة بسبب خصائص أدائها الممتازة.
واحدة من المزايا الأكثر إلحاحا لبطاريات الليثيوم هي كثافة الطاقة العالية، والتي تبلغ حوالي ستة إلى سبعة أضعاف بطاريات الرصاص الحمضية التقليدية. هذه الميزة تجعلها مناسبة بشكل خاص للتطبيقات التي تتطلب حلول طاقة خفيفة الوزن ومحمولة، مثل السيارات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية المحمولة. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع بطاريات الليثيوم بعمر خدمة طويل، عادة ما يزيد عن ست سنوات، وجهد كهربائي مرتفع، مع جهد تشغيل خلية واحدة يبلغ 3.7 فولت أو 3.2 فولت. وتسمح قدرتها العالية على التعامل مع الطاقة بالتسارع السريع، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للتطبيقات عالية الكثافة.
تتميز بطاريات الليثيوم بمعدل تفريغ ذاتي منخفض، عادة أقل من 1% شهريًا، مما يعزز جاذبيتها. تضمن هذه الميزة الاحتفاظ بالطاقة لفترة طويلة، مما يجعلها خيارًا موثوقًا للتطبيقات الاستهلاكية والصناعية. مع تحول العالم بشكل متزايد إلى حلول الطاقة المستدامة، فإن مزايا بطاريات الليثيوم تجعلها لاعباً رئيسياً في التحول إلى مستقبل أكثر خضرة.
وفي الصين، يمتد تطبيق تكنولوجيات الطاقة الجديدة إلى ما هو أبعد من قطاع السيارات. وتسلط التجربة الناجحة للنقل بالسكك الحديدية ببطاريات الليثيوم أيون الضوء على التزام الصين بدمج حلول الطاقة المتجددة في جميع وسائل النقل. ولا تعمل هذه الخطوة على تحسين الكفاءة اللوجستية للبطاريات فحسب، بل تتلاءم أيضًا مع أهداف الصين الأوسع المتمثلة في الحد من انبعاثات الكربون وتعزيز التنمية المستدامة.
وبينما يعمل المجتمع العالمي على مواجهة تحديات تغير المناخ والتدهور البيئي، فإن اعتماد بطاريات الليثيوم وبناء أنظمة نقل فعالة لاستيعاب حلول تخزين الطاقة هذه يعد خطوة أساسية نحو عالم أكثر خضرة. يجسد التعاون بين السكك الحديدية الوطنية وشركة رائدة في تصنيع البطاريات روح الابتكار التي تقود تحول الصين إلى الطاقة المستدامة.
وفي الختام، يمثل التشغيل التجريبي لبطاريات ليثيوم أيون السيارات في نظام السكك الحديدية في الصين تقدما كبيرا في مشهد الطاقة في البلاد. ومن خلال الاستفادة من مزايا بطاريات الليثيوم وتعزيز لوجستيات النقل، من المتوقع أن تعزز الصين مكانتها في سوق الطاقة العالمية مع المساهمة في مستقبل أكثر استدامة. وبينما يتحرك العالم نحو حلول الطاقة الأكثر مراعاة للبيئة، فإن دمج بطاريات الليثيوم في مختلف المجالات، بما في ذلك السكك الحديدية، سوف يلعب دورا رئيسيا في تشكيل نظام بيئي للطاقة أنظف وأكثر كفاءة.


وقت النشر: 21 نوفمبر 2024