أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في 17 أكتوبر أن الحكومة تدرس إطلاق مبادرة جديدة تهدف إلى تعزيز إنتاجالمركبات الكهربائية والهجينةفي البلاد. تُعدّ الحوافز خطوةً رئيسيةً نحو النقل المستدام. وفي حديثه خلال مؤتمرٍ لصناعة السيارات في كيب تاون، شدّد رامافوزا على الأهمية المزدوجة لهذه الخطوة: ليس فقط لتعزيز مستقبلٍ أكثر استدامةً، بل أيضاً لضمان بقاء جنوب أفريقيا قادرةً على المنافسة في سوق السيارات العالمي سريع النمو. وأشار إلى أن العديد من شركاء جنوب أفريقيا التجاريين الرئيسيين يتحوّلون بسرعةٍ إلى السيارات الكهربائية، ويجب على البلاد أن تظلّ مندمجةً في سلاسل التوريد العالمية لتجنّب التخلف عن الركب.

قد تشمل الحوافز المقترحة تخفيضات ضريبية ودعمًا يهدف إلى تشجيع المستهلكين على تبني السيارات الكهربائية والهجينة. وأكد فينسنت ماغوينيا، المتحدث باسم رامافوزا، على أهمية هذه التطورات، وقال إن حكومة جنوب أفريقيا تعمل بنشاط على تطويرها. ومن أهم جوانب الخطة إنشاء البنية التحتية لشحن السيارات، وهو ما يعتقد ماغوينيا أنه يوفر فرصة مهمة للقطاع الخاص لتقديم مساهمة فعّالة.
تُدرك صناعة السيارات تمامًا الحاجة إلى نهج شامل لمركبات الطاقة الجديدة. وقد أيّد بيتر فان بينسبرغن، الرئيس التنفيذي لشركة BMW جنوب أفريقيا، هذا الرأي، حيث اقترح أن تُطبّق جنوب أفريقيا إطارًا سياسيًا أوسع نطاقًا لا يقتصر على المركبات الكهربائية فحسب، بل يشمل أيضًا الطرازات الهجينة. وتأتي هذه الدعوة إلى استراتيجية متعددة الجوانب في ضوء الاتجاهات الأخيرة في أوروبا، حيث أظهر الطلب على المركبات الكهربائية علامات ضعف. ويدعو قادة الصناعة إلى إدراج المركبات الهجينة في الاعتبارات السياسية، مُدركين قدرتها على سد الفجوة بين محركات الاحتراق الداخلي التقليدية والمركبات الكهربائية بالكامل.
تجمع المركبات الهجينة بين محركات الاحتراق الداخلي التقليدية والمحركات الكهربائية، مما يوفر حلاً جذرياً لتحديات الانتقال إلى وسائل نقل نظيفة. تعمل هذه المركبات بأنواع وقود متنوعة، بما في ذلك البنزين والديزل، بالإضافة إلى مصادر طاقة بديلة كالغاز الطبيعي المضغوط والإيثانول. وتتمتع المركبات الكهربائية الهجينة بمزايا عديدة، منها تحسين استهلاك الوقود من خلال تمكين محرك الاحتراق الداخلي من العمل في ظروف مثالية، مما يقلل الانبعاثات. كما أن قدرتها على استعادة الطاقة أثناء الكبح والتباطؤ تزيد من كفاءتها، مما يجعلها مناسبة بشكل خاص للبيئات الحضرية حيث يمكن تحقيق انبعاثات "صفرية" بالاعتماد فقط على طاقة البطارية.
من ناحية أخرى، تعمل المركبات الكهربائية بالكامل بالكهرباء، وهي مصممة لتلبية متطلبات السلامة المرورية وقواعد المرور الصارمة. تكنولوجيا المركبات الكهربائية متطورة نسبيًا، ويمكن شحنها بسهولة من مصادر طاقة مختلفة. بخلاف السيارات التقليدية، لا تتطلب المركبات الكهربائية استثمارات كبيرة في البنية التحتية، إذ يمكنها التزود بالوقود في محطات الوقود الحالية. هذه البساطة لا تطيل عمر البطارية فحسب، بل تقلل أيضًا من التكاليف الإجمالية، مما يجعلها خيارًا جذابًا للمستهلكين.
لا يُعدّ التوجه العالمي نحو مركبات الطاقة الجديدة مجرد مرحلة انتقالية، بل يُمثّل تحوّلاً جذرياً في صناعة السيارات. وقد أحرزت دول العالم، بما فيها الصين، تقدّماً ملحوظاً في تطوير وتطبيق مركبات الطاقة الجديدة، مما يعود بالنفع على المستهلكين والبيئة على حدّ سواء. وقد شهد إنتاج المركبات الكهربائية في السوق الصينية ارتفاعاً ملحوظاً، وتحسّنت إمكانية وصول المستهلكين إليها وقدرتهم على تحمل تكلفتها. ولا يقتصر هذا التوجه على تعزيز حماية البيئة فحسب، بل يُسهم أيضاً في ترشيد استهلاك الطاقة، مما يُؤثّر إيجاباً على الجهود العالمية لمكافحة تغيّر المناخ.
بينما تدرس جنوب أفريقيا مستقبلها في صناعة السيارات، يتماشى التركيز على المركبات الكهربائية والهجينة مع حركة الاستدامة الدولية الأوسع. ومن خلال تشجيع اعتماد مركبات الطاقة الجديدة، يمكن لجنوب أفريقيا أن تلعب دورًا محوريًا في التحول العالمي نحو حلول النقل الأخضر. وتتجاوز الفوائد المحتملة الاعتبارات البيئية؛ إذ تشمل النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل، وزيادة القدرة التنافسية في الأسواق العالمية.
في الختام، تُعدّ مبادرة حكومة جنوب أفريقيا لتشجيع المركبات الكهربائية والهجينة خطوةً ضروريةً وفي الوقت المناسب نحو مستقبل مستدام. ومن خلال تطبيق الحوافز المناسبة وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص، يُمكن لجنوب أفريقيا أن تُرسّخ مكانتها كشركة رائدة في سوق مركبات الطاقة الجديدة. وعندما يُشجَّع المستهلكون على تبني هذه التقنيات المبتكرة، فإنهم لن يُساهموا فقط في حماية البيئة وترشيد الطاقة، بل سيشاركون أيضًا في الحراك العالمي لإعادة تشكيل مشهد السيارات. الآن هو الوقت المناسب للتحرك، وفوائد اعتماد مركبات الطاقة الجديدة واضحة: خلق مستقبل أكثر اخضرارًا واستدامةً للجميع.
بريد إلكتروني: edautogroup@hotmail.com
واتساب: 13299020000
وقت النشر: ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٤